السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي القراء .. أحببت أن تمسكوا بهذا الدليل بين يديكم قبل دخول هذا الموضوع
فهو عبارة عن .. عزف لاوتار القلب .. هو أنغام ولحن يصوغة القلب من الآهات والظلال والأطياف
هو ترانيم وأغاريد وأصداء يشدو بها قلبي .. هو حروف تشكي جرحها ووجعها وتذرف دموعها
هو رقصات عشق تحت النجوم وضوء القمر ..
هو انسام حب وهمسات لأوراق الشجر ..
باختصار هو خربشات .. وذكريات .. وهمهمات .. ودموع انثى تحت المطر
فرفقا بقلبي فإنه بين يديكم الآن ...
الاسم : اسامــــــة
السن : سبعين خريفا وعشر عجاف - إن لم يكن أكثر -
بشر مثلكم .. احزن .. أتألم .. أحب .. وأفارق
أذوب وأقسو .. وأؤجج من تحت ثلوج حياتي شوقا لأنسج حروفي وكلماتي
وهذه الحروف ما هي إلا ندوب على جدار قلبي ..
قد لا تجدون بها ترابط .. ولكن كلها يربطها خط رفيع جدا ..
ذلك الخط ...... يرسمني في دفتر صغير يسمى مذكراتي
هواياتي : عاشقة للمشي تحت المطر .. احب ان ابكي تحت زخاته ..
فحينها لا يكون هناك فرق بين دموعي ودموع السماء المتخفية بين قطراته
استمتع بإحساس كل قطرة منه وهي تلامس وجهي .. فلكل قطرة احساس مختلف
ولكل قطرة حرف عندي يختلف .. ولكل حرف رسم في ابجديتي ..
ألــــف ..بـــــــــاء .. تــــــاء
أسرني قبل أن أقابله بسنين
بــعد أن التقيته في زحمة العمر والسنين
تــركني .. مع بقايا ذكريات وكثير من الحنين
تركني تائهة بين الهوى وبحور الحنين وظلم الزمان المكتوب على الجبين
ثــــاء ..جـــيم ..حـــاء
ثــــُر كما تشاء
جـــُب الدنيا أرضا وسماء
حـــول أنفاسك لرياح وأعاصير وأنواء
يكفي أني كنت لك يوما أحب وأجمل وأعذب الأسماء
يكفي أني يوما حولت جدب حياتك لنماء
يكفي أني غيرت لك يوما من طبع الأشياء
خـــاء .. دال .. ذال
خـــِلتُ يوما أنك دفئا لعمري الذي ضاع في البحث عنك هباء
دنوت منك .. وحين اقتربت اكثر صارت هدأة عمري كالأنواء
ذوبتك في دمي رسمتك نقشا بقلبي بعثت لقلبك مع كل صباح نداء
ولكن مع الاسف أنت لا تعي فهم الأشياء تعتقد أن بعدك هو قمة الكبرياء
راء .. زاي ..سين
رائحة الياسمين الليلي تأسرني .. تجعل العالم يتلاشى من حولي
وأجد نفسي انتقل إلى مكان غير المكان وزمان غير الزمان
زمان أتخيل فيه أنك تفتقدني .. تشتاق فيه لهمسي يأخذك إلي فيه الحنين
سوف أبقى هناك في ذلك الزمان والمكان أنتظرك علك يوما ما تجدني
شين ..صاد ..ضاد
شماء أنا .. والكبرياء يرسمني .. ففي حياتي لا مجال لانخذال
صبرت وصبرت وللصبر مرارة كأسمه .. ولكني تعلمت أن أقف في وجه المحال
ضائعة أمشي تحت أمطار الشتاء .. أحضن الثرى .. تبعثرني الرياح يمينا وشمال
وفي عتمة المسافات الطوال اكتشفت .. كم هي مرة أحزاني .. وكم يشبه صبري صبر الرجال
طــاء .. ظــاء .. عــين
طاف حزني بحنايا القلب يهز الأعماق
ظـُلم القلب كثيرا وهو صامت لا يستاء
عصفورة أنا تحاول أن تطير في خريف الليل الذي يستل حرابا ملهبة
يطعنني بها .. فأرتمي على أرصفة وطرقات الأيام وأنا بجراحي مثخنة
غــين .. فـــاء ..قـــاف
غبت عني حبيبي .. باعدت وناءيت .. والأحلام بدت أشلاء
فبكيت طويلا أيام عمري الماضية حين عاش القلب حزينا مقهورا يتملكه الداء
قالت لي أمي يومها حين رأت في عيني آثار البكاء
إبدئي .. تحركي .. تعلمي أن تعرفي .. جربي أن ترفضي
حاولي أن تتغيري وتـُغيري .. فقد تولدين يوما من جديد
حاولت ولكني تغربت .. تمزقت .. احترقت
اشتعلت وانطفأت وعلمت أنه كان مجرد ... رأي فلسفي
كـــاف ..لام ..مــيم
كل شيء في الدنيا آخره انتهاء حيث لا يفيد حزن ولا بكاء
لو فكر كل منا كيف يزيل من قلبه الداء لكنا جميعا من السعداء
ماذا تريدون أكثر من ذلك ؟؟ فلقد قلت لكم ما افكر به كل مساء
خضروا صحراء حياتكم الجدباء بخير رواء .. فقط بحرفين الحاء والباء
عليكم بالتقوى آمنوا أن الله بيديه مصير كل الأشياء وان الناس لديه سواء
نـــون ..هــــاء .. واو
نسيم رقيق وبريق عجيب بعينيك
همسة عشق وبسمة قلب تأخذني إليك
ولكن مع الأسف الآن لا أستطيع أن أدنو منك
فقلبي تقطع أشلاء وهو يعزف على قيثارة ليس بها إلا وتر واحد
بعضة يبكي .. والبعض الآخر يدمي من الحزن عليك
وصلت اخيرا إلى نهاية حديثي ...
يـــــــــــــــــــــــاء ..
يسألونني كثيرا من أنتي ؟؟
أنــا من جرت بي سنين عمري
أنــا من فصول مأساتها طويلة بلا عددِ
أنــا من عاشت زمان ليس زمانها .. ولقد عشت بمكان ليس لي فيه هوية
أنــــــــا .. أخاف من أن أصبح آيــــــــات في سجل الزمن منسيه
فلقد وصلت إلى الدنيا بلا تحيه .. وسأسافر بلا وداع يوم المنيه
هذه أنا .. قد يعتبرني البعض ثروة لهم ولا يعلمون أني فقيرة منسيه
تلك هي قصتي قد صغتها حرفا حرفا
فيا رفاقي : إن أحزنتكم أغنياتي فالمآسي بحياتكم وحياتي
وإن رأيتم في أحرفي دما فذلك لأن قلبي هو دواتي
وإن أحسستم بمرارة وانكسار حروفي فاعلموا أني لا أستطيع جمع شتاتي
ولكن لتعلموا أيضا أن بعد كل خريف ربيع آتِ .. وأني سريعا ما سأستعيد ثباتي
ربما آتيكم مرة أخرى لنتناجى تحت خميلة الياسمين في شرفتي
وقد نحتسي فنجان من القهوة الشرقية
وربما آخذكم لنمشي ساعات معا تحت زخات المطر
فانتظروني .. ربما .. ربما يكون لحديثنا بقية .