أنا يا سيدتي رجلٌ شرقي يمكنني أن أُحبكِ وبعنف كبير
لكنني لن يكون في امكاني انتظار قراركِ فيما إذا كنتِ
ستستقبلين هذا الحب بطريقتكِ تلك التي لا تروق لي
ولا أظنني سأكون قادرا علي امرارها ولو بقوة من
خلال ثقب رأسي هذا الذي يعلو جسدي المنهك طوال
النهار بحثا وراء سبل العيش التي صارت مدميةً
وصعبةً وقاسيةً أيضا ..أنا يا سيدتي الخارقة الجمال
عشقت فيك تلك النظرات الحالمة ..وهاتيك العيون
الرائعتين التي تحملين ..وحدثتكِ يمها عن نفسي وقلت
لكِ وبشفافية لا نظير لها أنني ورغم تغربي في مختلف
أصقاع الأرض ..وترحالي الذي أوصلني عبركل مرافئ
الدنيا إلي بلاد كثيرة من بلاد الله الواسعة والبعيدة أيضا
وعرفت بشرا من كل الأجناس ..وافترشت لباسي المطري
في معظم محطات القطارات المزدحمة بمدن الكون ..
وعرفت نساءً في منتهي الجمال وحتي في منتهي القبح..
لكن تجوالي كان لأني أُريد أن أري كما يقولون وجه الله
في ارجاء الكون الفسيح هذا ...ليس لغرض أن أرتمي
في أحضان امرأة يقذفها قدرها أو يقذفني قدري أمامها
لا ..لا ..لا ياسيدتي الجميلة ..لست هكذا ولم أرتضي
لنفسي بهذا علي الإطلاق ....
وها أنا اليوم ..بين يديكِ وكأني بنفسي أتسول حبا لم
يكن لي أو لم أكن وجهه الآخر ..يوم التقينا عاهدتني
اننا سنكون معا ..وأننا لن نفترق ..وأن حبكِ لي كان
كل الحلم الذي تودينه ..واليوم أيتها الفاتنة ماذا تصنعين
بذلك الحب وصاحبه ...؟ أنا يا صديقتي لا أتسول اليوم
حبي لديكِ ولن أفعل ذلك ..لكنني أمنح نفسي وأمنحكِ أنتِ
مهلة النظر من جديد في القادم من الأيام ..إن تودين معرفة
مثلي من الرجال فقد أعطيتكِ هذه المساحة من الحب بحجم
الكون حبا لا يتكرر من غيري ..وإن لا تريدين هذا فلن
تكون خاتمتي علي خشبة مسرحكِ التي لا أرغب حينها
أن أكون بطلاً هزليا تتقاذفينه بين تصفيق أهوج وصياح
لا لزوم لي به ..لقد افهمتكِ من البداية أنني شرقي حتي
ولو كنت قادما للتو من وراء المحيط ..صحراء الشرق
كونت كل احاسيسي ومشاعري ..وأحترم مفاهيمي عن
الحب كما لا يعرفها غيري من المغنين بحداثة الغرام
فاحزمي أمركِ لأن راحلتي جاهزةٌ ولن تتمكنين ساعة
رحيلها من اللحاق بها ..